على طريق الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الحمد لله على كل حال سوى الكفر و الضلال , و الصلاة و السلام على خير الأنام محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين و بعد :
فطريق كل مرغوب محفوف بالمكاره , ذلك ليعلم الله من سلك هذا الطريق بحقه, و طريق الجنة طريق سهل جميل إلا أن الله جعل على الطريق ما يدعوا إلى الحركة و العمل و التعبد و التقرب ..
صيام وصلاة و حج و زكاة و تصدق و جهاد في سبيل الله .. تحمل الأذى في سبيل الله و ما إلى ذلك من الأمور التي جزاء من فعلها الجنة ..
على خلالف طريق النار التي جعلت سهلة المنال لمن يريد النار و يدخلها من أحب السهولة و الكسل و قعد عن العمل ..
فانظر إلى الجنة وعظمها، وإلى الموانع والقواطع التي حالت دونها، حتى أوجبت أن ذهب من كل ألف رجل واحد إليها ..
فلا يميل أكثر الخلق إلا إلى الأسهل والأوفق لطباعهم.
«وكلما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى، كان اعتراض الشيطان له أكثر»
قد صارالكلام في إصلاح القلوب عزيزا وغريبا. «وأغرب منه من يعرفه، وأغرب منه من يدعو إليه، وينصح به نفسه والناس» وإذا تعرض طالب العلم النافع لشيء منها استغرب واستبعد. فهو «من أشد الناس غربة بين الناس، لهم شأن وله شأن، علمه غير علومهم، وإرادته غير إرادتهم، وطريقه غير طريقهم، فهو في واد وهم في واد» منفرد في طريق طلبه. «فلزمه واستقام عليه». طوبى له من وحيد على كثرة السكان، غريب على كثرة الجيران. ولقد أحسن القائل:
الطُّرُقُ شَتَّى وَطُرُقُ الحَقِّ مُفْرَدَةٌ ... وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ الحَقِّ أَفرَادُ
لا يُعرَفُونَ وَلا تُدْرَى مَقَاصِدُهُم ... فَهُم عَلَى مَهلٍ يَمشُونَ قُصَّادُ
وَالنَّاسُ فِي غَفلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِم ... فَجُلُّهُم عَن سَبِيلِ الحَقِّ رُقَّادُ

وانظر إلى محبة اللاه والانقطاع إليه والإنابة إليه والتبتل إليه وحده، والأنس به واتخاذه وليا ووكيلا وكافيا وحسيبا، هل يكتسب العبد شيئا أشرف منه..
وانظر إلى العوائق الحائلة دونه، من شرك، وبدعة، ومعصية؛ فإنها تعوق القلب عن سيره إلى اللاه، وتقطع عليه طريقه، فالعوائق شديدة، «لا يخلص من حبائلها إلا الواحد بعد الواحد، ولولا العوائق والآفات لكانت الطريق معمورة بالسالكين، ولو شاء اللاه لأزالها وذهب بها، ولكن اللاه يفعل ما يريد..

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


Lilyan